الجمعة، 29 يناير 2016

مراجعة كتاب l قواعد العشق الأربعون

اسم الكتاب:قواعد العشق الأربعون
المؤلفة: إليف شافاق
عدد الصفحات:471
تقييمي : 2/5



           الرواية التي يتحدث عنها الجميع _بشكل إيجابي غالبا_ والحاصلة على أعلى التقييمات،خيبت ظني كثيرا؛ لم تكن سيئة لكنها أيضا لم تكن بالروعة التي توقعتها!
أحداث الرواية تدور بين القرنين الثالث عشر والواحد والعشرين حيث تحصل إيلا ربة المنزل الأمريكية على وظيفة مراجعة لدى إحدى دور النشر ويطلب منها مراجعة رواية "تجديف عذب" والتي ألفها كاتب مغمور يدعى عزيز زهارا عن جلال الدين الرومي وشمس التبريزي ،بعد تعمقها في قراءة الرواية تلتفت إيلا إلى مالم تنتبه له يوما في حياتها فرغم أنها تعيش حياة مستقرة مع زوجها وأبنائها إلا أنها شعرت بمدى رتابة حياتها وغياب قيمة الحب فيها فتبدأ بمراسلة الكاتب كنوع من "الفضفضة" ولمناقشة روايته ومع توالي الرسائل بينهما تكتشف أنها وقعت في حبه لتجد نفسها في اختبار الاختيار بين الاستقرار مع أسرتها و زوجها البعيد عنها عاطفيا أو السعي وراء هذا الحب المهدد بالزوال في أي وقت بسبب مرض عزيز بالسرطان؛ تختار إيلا _الحذرة دوما والتي تحسب كل خطوة تخطوها_ الدخول في مغامرة الحب وترك أسرتها وأبنائها من أجل كاتب الرواية التي كان يفترض أن تكون مجرد مهمة من إحدى مهماتها في وظيفتها الجديدة.
          في الجانب الآخر نجد جلال الدين الرومي العالم والخطيب المعروف والمحبوب لدى الجميع والذي كان يعيش أيضا حياة مستقرة مع أسرته وتلاميذه إلا أنه يشعر بحاجة إلى رفيق يكون المرآة التي تعكس له حقيقته فيلتقي بشمس التبريزي الدرويش الجوال الذي يصبح رفيقه الدائم ويختلي به أربعين يوما لتدريسه قواعد العشق الأربعين فيتغير الرومي ويصبح شاعرا صوفيا ويتوقف عن الخطابة وإلقاء الدروس.
          بالنسبة لي، لم أقرأ عن الرومي وشمس التبريزي من مصادر أخرى وهذه الرواية لا تعطي الكثير من المعلومات عنهما وعن حقيقة العلاقة بينهما إلا أنها بدت لي علاقة تابع بمتبوعه وبدى لي الرومي شخصا مغيبا اتبع شمس التبرزي و وثق به ثقة عمياء مما دفعه في كثير من الأحيان للقيام بأشياء لم يقتنع بها تماما كما حدث عندما طلب منه الذهاب لحانة وشراء الخمر فمن جهة بدا لي الدرس الذي يحاول شمس تعليمها للرومي درسا قيما وهو تدمير سمعته بنفسه والتخلص من وهم كلام الناس وما يعتقده الآخرون عنا إلا أن هذا المبدأ الرائع يجب أن يكون من أجل الشخص نفسه؛ حتى يكون صادقا مع نفسه ومخلصا في أعماله لتعكس فقط حقيقته وما يعتقده، أما في حالة الرومي فأعتقد أن ما قام به كان من أجل شمس التبريزي وبدا لي في كثير من الأحيان أنه "يعبد" شمسه هذا، أما هذا الأخير فالرواية لم تعطني عنه أي انطباع ايجابي فقد بدا لي أنه شخص مغرور بعلمه ينتشي باتباع الرومي له ويعاني من تضخم الذات الذي يحاول محاربته في الآخرين !!

         هذه أول رواية أقرؤها عن جلال الدين الرومي وشمس التبريزي وبما أنها لم تعطني الكثير المعلومات عنهما بالاضافة إلى الانطباع السلبي الذي رسخته في ذهني فربما من الانصاف أن أقرأ عن هاتين الشخصيتين من مصادر أخرى لكنني في الحقيقة لا أفكر بذلك حاليا وليس لدي أي فضول لمعرفة المزيد عن الرومي وشمسه.


اقتباسات من الرواية:

"إن البحث عن الله متأصل فى قلوب الجميع، سواء أكان وليا أم قديسا أم مومسا. فالحب يقبع فى داخل كل منا منذ اللحظة التى نولد فيها، وينتظر الفرصة التى يظهر فيها منذ تلك اللحظة "

"وحتى لو كان قد تبقى من حياتك يوم واحد يشبه اليوم الذى سبقه ، فإن ذلك يدعو للرثاء . ففى كل لحظة ، ومع كل نفس جديد ، يجب على المرء أن يتجدد و يتجدد ثانية . ولا توجد إلا وسيلة واحدة حتى يولد المرء فى حياة جديدة وهى أن يموت قبل الموت."

"إذا أراد المرء أن يغيِّر الطريقة التي يعامله فيها الناس، فيجب عليه أولاً أن يغيِّر الطريقة التي يعامل فيها نفسه، وإذا لم يتعَلم كيف يحب نفسه حبًا صادقًا كاملاً فلا توجد وسيلة يمكنه فيها أن يحب. لكنه عندما يبلغ تلك المرحلة سيشكر كل شوكة يلقيها عليه الآخرون، فهذا يعني أن الورود ستنهمر قريبًا .."



التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق