الأحد، 15 مايو 2016

مراجعة كتاب l سيماء المرأة في الإسلام: بين النفس والصورة

اسم الكتاب: سيماء المرأة في الإسلام: بين النفس والصورة
المؤلف: فريد الأنصاري
عدد الصفحات: 141
تقييمي: 2/5

    أردت قراءة هذا الكتاب منذ مدة طويلة، رغم أنني أستغرب كثيرا أنني لا أجد في كتابات الدكتور فريد الأنصاري ما تجده فيه غالبية قرائه، فقد قرأت له أكثر من أربعة كتب حتى الآن لكنني لم أشعر بتلك الروحانية أو التأثر الذي يتحدث عنه الآخرون في مراجعات كتبه، صحيح أن لغته راقية وبديعة إلا أن محتوى الكتب عموما لا أراه مميزا، ربما لأنني أصبحت أبحث أكثر عن أفكار مختلفة أو إبداعية عندما يتعلق الأمر بالكتابات الدينية.
     في هذا الكتاب يتحدث الدكتور فريد الأنصاري عن الأنثى في الإسلام وعن كونها تتساوى مع الرجل في الإنسانية فهما من مصدر واحد "من نفس واحدة"، وتتطرق إلى جمالية الأمومة والحياء لكنني أعتقد أنه ركز أكثر على الفصل الثاني "الصورة" فتحدث طويلا عن الحجاب وصفته وأطال في رده على القائلين بوجوب النقاب.
   عموما لا أرى الكتاب مميزا ظننت أنه سيكون أفضل لكنه لم يضف لي الكثير في هذا الموضوع كما أعتقد أنه للأسف لم يتعمق كثيرا في الحديث عن دور المرأة المسلمة (المشكلة دائما تكون في التوقعات التي ننتظرها من كتاب ما).

الخميس، 5 مايو 2016

مراجعة كتاب l اليوتوبية:مقدمة قصيرة جدا

اسم الكتاب: اليوتوبيا:مقدمة قصيرة جدا
المؤلف: لايمان تاور سارجنت
عدد الصفحات: 143
تقييمي:4/5


     بعد قراءتي ليوتوبيا توماس مور أحببت التعرف أكثر على هذا الأدب أو النظرية _إن صحت التسمية_ فاليوتوبيا ليست مجرد صنف أدبي.

      الكتاب ينشر ضمن سلسلة "مقدمة قصيرة جدا" التي تصدرها جامعة أوكسفورد وتترجمها مؤسسة هنداوي، وهو كتاب صغير يناسب من يريد أخذ فكرة بسيطة عن اليوتوبيا.
      توماس مور كان أول من صك مصطلح "يوتوبيا" لكن فكرة التطلع إلى عالم أفضل كانت دائما ملازمة للبشرية منذ عصور فكانت اليوتوبيات تقدم على شكل أساطير أو معتقدات دينية تتنبأ بوجود عالم مثالي في مكان ما قد نصل إليه في المستقبل كما في فكرة الجنة بعد الممات أو مكان مثالي في الماضي خرجنا منه بسبب أخطائنا وقد نعود إليه يوما ما.
      لاحظت أن اليوتوبيات القديمة كانت مبالغة جدا في التطلع إلى الرفاهية،المتع الحسية،الحرية المطلقة،اللاعمل،أنهار متدفقة من الخمور وأشجار تثمر كل ما تريد أما بعض النماذج اليوتوبية المتأخرة فبدت أكثر واقعية _ربما!_ تطلعت لعالم عادل،اشتراكي،لا يتقاتل فيه الناس بسبب اختلافاتهم الدينية ولا فقر فيه.
       إلى جانب اليوتوبيا جاء مصطلح الديستوبيا كصنف أدبي وهو على النقيض من اليوتوبيا يتنبأ بعالم "أسوأ" تنهار فيه القيم ،"1984" لجورج أورويل و "عالم جديد رائع" لألدوس هسكلي قد تصنفان كديستوبيا.
       ناقش الكاتب كذلك محاولات تطبيق اليوتوبيا على أرض الواقع كما في حالة المجتمعات المقصودة وهي الجماعات التي تقرر الانعزال عن مجتمع أكبر لتتمكن من تطبيق مبادئها ومعتقداتها، أشار كذلك إلى أن بعض الأنظمة كانت محاولات لتطبيق يوتوبيا ما كنظام ماوتسي تونغ الشيوعي في الصين أو ثورة الخميني في إيران.
       لا يمل الإنسان من التطلع إلى العالم الأفضل مادام هناك فقر وغنى، ظلم وعدل وحرب وسلم وكل شخص منا حلم بهذا العالم و ربما حاول المساهمة صنعه،لكن..أليس هذا ما يجعل الحياة متحمَّلَة قليلا: الأمل ؟!

       الكتاب رائع ويستحق القراءة، أغنى معارفي عن اليوتوبيا، كما عرفني على بعض المؤلفات في الأدب اليوتوبي والتي قد أعود لقراءتها يوما ما.



اقتباسات من الكتاب:

"بالنسبة للمؤيدين لليوتوبية،لا توجد حدود للذكاء والإبداع الإنساني،أما بالنسبة للمناهضين لليوتوبية فلا حدود للغباء والجشع الإنساني،ويبدو أن كليهما على حق"

"عندما تصمم يوتوبيا بحيث تكون بديلا واقعيا، لا يكون القصد منها أن تكون مجتمعا قابلا للتحقق بكل تفاصيله،لكن وسيلة لتقديم بديل للحاضر، ومن هذا المنطلق،اليوتوبيا هي مرآة للحاضر مصممة لإظهار عيوبه لتوضيح السبل التي يمكن أن تكون بها الحياة أفضل وليس بالضرورة السبل التي 'ينبغي' أن تكون بها الحياة أفضل"

الأربعاء، 4 مايو 2016

مراجعة كتاب l يوتوبيا

اسم الكتاب: يوتوبيا
المؤلف: توماس مور
عدد الصفحات: 240
تقييمي:3/5


"فدان في ميدلسكس أفضل من إمارة في يوتوبيا، فأقل القليل من الخير الواقعي أفضل من أكثر الوعود روعة بالمستحيلات"
-توماس بابنجتون ماكولي-

     "يوتوبيا" أو "لا مكان" ، هي المدينة الفاضلة حيث الخير دون شر،العدل دون ظلم والمساواة دون تمييز أو طبقية..توماس مور ليس أول من نظر لعالم مثالي لكنه كان أول من صاغ كلمة "يوتوبيا" في القرن السادس عشر وفي هذا الكتاب الصغير قدم لنا تصوره للعالم المثالي وانتقد فيه سياسات عصره كالظلم، الفقر واتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء والحروب التوسعية.
    أسلوب الكاتب يجعلك تصدق أن المكان موجود بالفعل حيث يروي توماس مور أخبار جزيرة "يوتوبيا" على لسان روفائيل هيثلوداي البحار الذي يزعم أنه زارها وقضى فيها خمس سنوات، لكن الكاتب لا يخبرنا بموقع هذه الجزيرة لأنه ببساطة لا يعرف،ففي رسالته إلى بطرس جاليز الذي عرفه على روفائيل وحضر معهما الحديث عن يوتوبيا يقول توماس مور أنه يود لو استطاع دفع مبلغ كبير من المال مقابل شراء هذه المعلومة ويقول بطرس جاليز أن روفائيل تطرق إلى موقع هذه الجزيرة إلا أنه لم يتمكن من سماعه لأن أحد الحاضرين في المجلس كان يسعل بشدة مما حال دون سماع هذه المعلومة المهمة!!
    ما الذي يجعل يوتوبيا مكانا مثاليا؟
* في يوتوبيا حرية الاعتقاد و اعتناق أي دين والدعوة إليه بشرط أن تؤيد الدعوة بالمنطق وتتم بهدوء فلا يستعمل العنف والسب ولا تهاجم الأديان الأخرى.
* لا يتباهى اليوتوبيون بالمجوهرات والذهب إذ لا يرونه إلا مجرد معدن عادي لا يبهر إلا الأطفال: "يعجب اليوتوبيون من أن إنسانا يجد لذة في اللمعان الخافت لجوهرة صغيرة أو حجر كريم بينما يمكنه النظر إلى النجوم بل إلى الشمس ذاتها،يعجبون من أن رجلا تبلغ به الحماقة حدا يجعله يظن نفسه أكثر نبلا من غيره نتيجة لارتدائه لنسيج من الصوف أرفع تيلة مادام الصوف مهما بلغ نسجه من الرفعة فقد كان يلبسه في وقت من الأوقات خروف ومع ذلك فلم يكن طوال الوقت سوى خروف! ويعجبون أيضا من أن الذهب الذي هو بطبيعته معدن عديم الفائدة يقدر في كل مكان في العالم كل هذا التقدير حتى أن الإنسان ذاته الذي وجد الذهب والذي وجد من أجل منفعته يعد أرخص بكثير من الذهب ذاته وذلك إلى الحد الذي يجعل شخصا غبيا لا يزيد ذكاؤه على ذكاء لوح الخشب ويتسم بعدم الأمانة كما يتسم بالحماقة، يستعبد الكثير من الرجال الحكماء والأخيار لمجرد أن في حوزته كومة كبيرة من العملات الذهبية  "
في يوتوبيا لا تحارب الدولة بهدف التوسع والاستبداد بل دفاعا عن النفس كما أنها لا ترخص حياة مواطنيها ولا تدفعهم إلى الحروب إلا عند الاضطرار بل تعتمد على المرتزقة الذين تدفع لهما مبالغ خيالية مقابل حماية مواطنيها.
في يوتوبيا لا وجود لملكية خاصة فكل شيء مشترك ولا يوجد فرق بين الفقراء والأغنياء فالكل متساو والملابس والبيوت متشابهة: "ولكل منزل بابان،يؤدي أحدهما إلى الطريق والآخر إلى الحديقة وبالإضافة إلى ذلك فهذه الأبواب التي تفتح وتقفل تلقائيا بمجرد أن تلمسها اليد تسمح لأي شخص بالدخول ونتيجة لذلك لا يوجد ما يعد ملكية خاصة في أي مكان"
    إذن هذا هو العالم المثالي حسب توماس مور، ورغم كل هذه المثالية فيوتوبيا ليست جنة للجميع كالمذنبين والمخطئين مثلا، إذ أن الاستعباد يعد أكثر العقوبات انتشارا في يوتوبيا لأولئك الذين لم يردعهم هذا المحيط المثالي من ارتكاب الأخطاء.
أكثر ما جعل هذا الكتاب مميزا برأيي _كما ذكرت في البداية_ هو أسلوبه ففكرة كتابته كقصة حقيقية حدثت لشخص التقاه توماس مور بالفعل كانت فكرة عبقرية توهمك بأن جزيرة يوتوبيا موجودة حقا (أم أنها كذلك ؟!!) .
    لكن، هل يوتوبيا حقا مكان رائع للعيش فيه؟ هذا المكان الذي يتشابه فيه الجميع حيث لا صراع بين الخير والشر،العدل والظلم والعلم والجهل، ألن تكون الحياة فيه بلا هدف؟ بلا غاية؟ بلا قيم نصارع للدفاع عنها؟! أم أنها أفضل من هذا العالم المجنون حيث يتصارع مصاصو الدماء أيهم يقتل أكثر وكل واحد يزعم بأنه يدافع عن الإنسانية.


الثلاثاء، 3 مايو 2016

مراجعة كتاب l كوابيس بيروت

اسم الكتاب: كوابيس بيروت
المؤلفة: غادة السمان
عدد الصفحات: 360
تقييمي: 3/5


     ثاني لقاء لي مع غادة السمان بعد الرواية المستحيلة:فسيفساء دمشقية؛ وفي الحقيقة أحببت اللقاء الأول أكثر..
     تحكي الرواية عن فترة الحرب الأهلية في لبنان،عن حصار الكاتبة في بيتها بسبب اشتداد الاشتباكات في منطقة سكناها ببيروت، لأسبوعين أو أكثر تصارع وتقاوم الموت جوعا أو قصفا ولا يؤنسها خلال هذا الحصار إلا الكوابيس،الكثير من الكوابيس التي لا تنتهي ؛ كل واحد منها يحكي قصة الحرب والدمار من زاوية مختلفة.
      هذه الحرب التي لم تكن سوى محاولة لكشف زيف هذا العالم و إزالة كل مساحيق التبرج التي تخفي قبح وبشاعة الفقر،الظلم والإستبداد، فالكاتبة لم تختزل أسباب الحرب الأهلية في الاختلافات الطائفية والدينية والمشكلة بنظرها لم تكن مجرد خلاف بين محمد وعيسى !
      الرواية كانت عن الحرب الأهلية اللبنانية في السبعينات ؛ لكن وللأسف لم يتغير الكثير منذ ذلك الوقت ولازلنا نشاهد نفس المشاهد وأفظع في هذا الوطن العربي الكبير. 

اقتباسات من الكتاب:
"لقد فقدت  كل شيء..وها أنا بالتالي عدت لأمتلك حريتي كلها...
كلما امتلك الإنسان شيئا ثقل وزنه...ها أنا شفافة كدمعة،حرة كسحابة،[...] كل شيء نفقده،يعيد إلينا في الوقت نفسه جزءا من ذاتنا كنا نستهلكه في محاولة الحفاظ على الأشياء..."

"إنها الثورة ، ومأساتها التعقيد..مأساتها سقوط عدد كبير من الضحايا الذين وجدت هي أصلا لإنقاذهم! مأساتها استغلال الكثيرين الحقير لأغراضها النبيلة..مأساتها اندساس القتلة بين صفوف المقاتلين الشرفاء..مأساتها مع الذين يمارسون الإرهاب تحت غطاء الثورة ويمارسون القتل والسرقة والإيذاء تحت يافطتها "