الخميس، 5 مايو 2016

مراجعة كتاب l اليوتوبية:مقدمة قصيرة جدا

اسم الكتاب: اليوتوبيا:مقدمة قصيرة جدا
المؤلف: لايمان تاور سارجنت
عدد الصفحات: 143
تقييمي:4/5


     بعد قراءتي ليوتوبيا توماس مور أحببت التعرف أكثر على هذا الأدب أو النظرية _إن صحت التسمية_ فاليوتوبيا ليست مجرد صنف أدبي.

      الكتاب ينشر ضمن سلسلة "مقدمة قصيرة جدا" التي تصدرها جامعة أوكسفورد وتترجمها مؤسسة هنداوي، وهو كتاب صغير يناسب من يريد أخذ فكرة بسيطة عن اليوتوبيا.
      توماس مور كان أول من صك مصطلح "يوتوبيا" لكن فكرة التطلع إلى عالم أفضل كانت دائما ملازمة للبشرية منذ عصور فكانت اليوتوبيات تقدم على شكل أساطير أو معتقدات دينية تتنبأ بوجود عالم مثالي في مكان ما قد نصل إليه في المستقبل كما في فكرة الجنة بعد الممات أو مكان مثالي في الماضي خرجنا منه بسبب أخطائنا وقد نعود إليه يوما ما.
      لاحظت أن اليوتوبيات القديمة كانت مبالغة جدا في التطلع إلى الرفاهية،المتع الحسية،الحرية المطلقة،اللاعمل،أنهار متدفقة من الخمور وأشجار تثمر كل ما تريد أما بعض النماذج اليوتوبية المتأخرة فبدت أكثر واقعية _ربما!_ تطلعت لعالم عادل،اشتراكي،لا يتقاتل فيه الناس بسبب اختلافاتهم الدينية ولا فقر فيه.
       إلى جانب اليوتوبيا جاء مصطلح الديستوبيا كصنف أدبي وهو على النقيض من اليوتوبيا يتنبأ بعالم "أسوأ" تنهار فيه القيم ،"1984" لجورج أورويل و "عالم جديد رائع" لألدوس هسكلي قد تصنفان كديستوبيا.
       ناقش الكاتب كذلك محاولات تطبيق اليوتوبيا على أرض الواقع كما في حالة المجتمعات المقصودة وهي الجماعات التي تقرر الانعزال عن مجتمع أكبر لتتمكن من تطبيق مبادئها ومعتقداتها، أشار كذلك إلى أن بعض الأنظمة كانت محاولات لتطبيق يوتوبيا ما كنظام ماوتسي تونغ الشيوعي في الصين أو ثورة الخميني في إيران.
       لا يمل الإنسان من التطلع إلى العالم الأفضل مادام هناك فقر وغنى، ظلم وعدل وحرب وسلم وكل شخص منا حلم بهذا العالم و ربما حاول المساهمة صنعه،لكن..أليس هذا ما يجعل الحياة متحمَّلَة قليلا: الأمل ؟!

       الكتاب رائع ويستحق القراءة، أغنى معارفي عن اليوتوبيا، كما عرفني على بعض المؤلفات في الأدب اليوتوبي والتي قد أعود لقراءتها يوما ما.



اقتباسات من الكتاب:

"بالنسبة للمؤيدين لليوتوبية،لا توجد حدود للذكاء والإبداع الإنساني،أما بالنسبة للمناهضين لليوتوبية فلا حدود للغباء والجشع الإنساني،ويبدو أن كليهما على حق"

"عندما تصمم يوتوبيا بحيث تكون بديلا واقعيا، لا يكون القصد منها أن تكون مجتمعا قابلا للتحقق بكل تفاصيله،لكن وسيلة لتقديم بديل للحاضر، ومن هذا المنطلق،اليوتوبيا هي مرآة للحاضر مصممة لإظهار عيوبه لتوضيح السبل التي يمكن أن تكون بها الحياة أفضل وليس بالضرورة السبل التي 'ينبغي' أن تكون بها الحياة أفضل"

هناك 4 تعليقات:

  1. أعجبتني فكرة الكتاب.

    ردحذف
    الردود
    1. فعلا، الكتاب جميل ويستحق القراءة

      حذف
  2. ملخص وافي.. تعجبني فكرة اليوتوبيا، أعني أن يعيش الناس دون خلافات دينية أو مذهبية، ولا أحبذ فكرة الاشتراكية في المدينة الفاضلة.
    أذكر أني شاهدت حلقة عن مجموعة من الأشخاص في ريف مدريد قاموا ببناء قرية وتقريباً أقاموا مثل فكرة المدينة الفاضلة.

    ردحذف
    الردود
    1. أعتقد أن الاشتراكية جزء لا يتجزأ من المدينة الفاضلة وإلا ستظهر الكثير من الصراعات بسبب التفاوت الطبقي

      حذف